معركة الطعام...ألها حل؟



معركة الطعام...ألها حل؟


لماذا تبذل الأمهات الكثير من الوقت لتطعم أولادها ؟
لماذا!أولا تعرفين لماذا..لان ابني لا يأكل!
أنا خائفة على صحة ابني
أنا اطعمه لاني ان لم افعل فستتحول مجرد فكرة نظافة البيت الى حلم!
و النتيجة أن تنهك الأم و تحبط..فقد قضت وقتا لا باس به في تجهيز ما لذ و طاب ثم أُرهقت في الجري وراء ابنها ثم هاهي ترى انتاجها الثمين يُرمى و يُبصق بكل سهولة! لقد رايت امهات تجري وراء ابنها طوال اليوم ليأكل ..و هي لا تعلم ان ابنها مستمتع جدا بهذه اللعبة:)
أليس هذا استنزاف كبير لوقت و طاقة و سعادة تلك الأم المتعبة !
حسنا.. اليك بعض الخطوات التي جربتها مع بنتاي لحل هذه المشكلة
اولا و قبل كل شيء يجب التأكد أن وزن طفلك  و معدل نموه طبيعيين و انه لا يبصق الطعام لانه سيء المذاق او لأنه سئم منه. و الان يمكننا ان نبدأ ..:)
خطوات حل المشكلة


1 الاستعانة بالله:اذا كانت مشكلة الطعام تؤرقك حقا فاصدقي الاستعانة بالله فهو سبحانه القادر على حل كل مشاكلنا
2 علمي ابنك ان يؤكل نفسه،فالاطفال يستطيعون ان ياكلوا بايديهم في سن التسعة اشهر و يستطيعون استخدام الملعقة في سن الاربعة عشرة شهرا،و تذكري انك كلما بدات في تعليمه مبكرا كلما اتقن ولدك هذه المهارة سريعا.
...و لكن هكذا سينتشر الفتات في كل مكان!
نعم، اول فترة تكون صعبة و لكنك ان صبرت حتى تمر ستحصلين على الكثير ان شاء الله
_فعندما يؤكل الطفل نفسه يكتسب الثقة و الشعور انه قادر على انجاز هذه المهمة.
و بالنسبة للفتات..فانه ينتشر _على كل حال_حينما تؤكليه انت وهذا بسبب الحركات الفجائية و الكر و الفر وكل فنون القتال التي يمارسها كل من الام و الطفل في هذه المعركة!
3 ارسي القوانين الواضحة
قبل بدء الاكل اتفقي مع ابنك انه اذا عبث في الطبق او رمى الاكل على الارض عبثا فهذا يعني انه شبع و سيزال الطعام فورا.
و لكن تذكري قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "ما كان الرفق في شيء الا زانه و ما نزع من شىء الا شانه" و قوله صلى الله عليه و سلم :"ان الله رفيق يحب الرفق،و ان الله يعطي على الرفق ما لا يعطيه على العنف"
فانا اتفق مع بنتي بكل هدوء و اذا عبثت بالاكل فانا ازيل الاكل و اوضح اني ازلته لانها عبثت فيه و لا يحسن بنا ان نعبث بالطعام فهو نعمة الله و لم يجعل للعب.و لا تخافي لن يموت ابنك من الجوع ما هو الا وقت قليل و سيعتاد ولدك على الالتزام، كل المطلوب منك هو الصبر و ماذا..و الاستعانة ..ممتازة :)
اتعلمين..كلما كبر طفلك كلما زادت مشاركته في عملية الاكل هذه..شهور قليلة ثم ستشركيه في تحضير الاكل فهو يمكنه تقشير الموز و البيض ثم سيتعلم صب العصير و للمزيد مما يمكن لطفلك عمله يمكنك مراجعة أنشطة (الحياة العملية)لماريامونتسوري .
و كوني أما مبدعة مشجعة دوما، بان تقولي لابنك :اتعلم ماذا سنفعل بعدأن تنهي طعامك؟ ستضع طبقك في الحوض ...يالها من مغامرة..سيستمتع طفلك و هو يحاول في بادئ الامر ان يطول الحوض ثم يدرك انه لا يزال قصيرا فيرمي الطبق ..نحن لا ندرك كم يستمتع اولادنا بمثل هذه الاشياء البسيطة.
ولكن أحذرى المبالغة فى تشجيع طفلك لأن المبالغه ربما تؤدى الى نتائج عكسية حيث يأكل طفلك فقط من أجل انتظار التشجيع او لا يأكل على أمل يرى منك التشجيع  فكونى ذكية و تشجيعك له يكون بهدوء و راقبى طفلك و أجلسى معه و تذكرى دوما ان عملية نجاح التربية كلها تعتمد على ردة الفعل السليمة لكل موقف , أعرف أن الامر مرهق لكن حاولى أن تتحلى بالصبر


و لكن لماذا يرهقني طفلي هكذا ؟
اعلمي ان طفلك يحبك جدا فانت كل ما يملك فلهذا يحب ان يشعر انه محور حياتك يحب ان يلفت انتباهك له دوما فيستمتع بمحايلتك له لياكل يستمتع بجريك وراءه ..انها لعبة ممتعة !كذلك أنا ان لم اعوده على أن يؤكل نفسه فكيف سيتعلم ..فلا بأس أتعب معه لفترة كي يتعلم كي لا يكبر دون تعلم فنرى ولدا في الخامسة و السادسة و لا يعرف ان يؤكل نفسه و لا أن يمسك بالملعقة...فاصبري و ماذا...و استعيني بالله :)
*حسنا و لكن أنا ابني يرفض الطعام!
حينما كنت صغيرة كنت أسمع نشيدا جميلة كلماته "انت الامان ..أنت الحنان ..من تحت قدميك لنا الجنان
عندما تضحكين تضحك الحياة ..تزهر الآمال في طريقنا ..نحس بالآمان..."
نعم ايتها الام انت مهمة جدا و سعادتك تعني سعادة أسرتك..و هنا ياتي الجواب لا ترهقي نفسك كثيرا في اعداد وجبة طفلك لكى لا تحزني و تغضبي اذا لم يأكل كما تريدين.
علمي طفلك ان يختار ماذا يأكل
-اذا كان ولدك يتكلم و لله الحمد فخيريه بين نوعين من الطعام
-اذا لم يكن بعد لا يتكلم فاذيقيه نوعين من الطعام ودعيه يختار بينهما

ما فائدة هذا؟ 

اولا هو يدرك الطعامين ثم يختار ما يناسبه اكثر ما يحبه اكثر ثم يأتي دورك في تعليمه ان يتحمل نتيجة اختياره..كيف؟ اذا طلب بيضا فانت تحضريه له ثم اذا تركه فعليه أن ينتظر حتى موعد الوجبة التالية و هكذا يتعلم الاختيار و تحمل المسئولية و كذلك احترام نعمة الله عزوجل..لا تخافين عليه.

4 في مونتسوري منذ البداية اشارت الكاتبة لملحوظة مفيدة.ان الطفل طالما لا يتقن اطعام نفسه فلابد ان يكون موعد اكله مختلف عن موعد اكل الكبار و هذا لحاجته لكامل تركيزك و هدوئك و في وقت اكل الكبار من الممكن ان يتناول هو الفاكهة او العصير..و هذه الملحوظة كانت مهمة بالنسبة فقد كنت أعاني من اطعام ابنتي معي حيث اكون أنا أيضا جائعة فلا استطيع التركيز معها جيدا علاوة على قدرتي على الصبر و تقويم اخطاءها بهدوء..كان هذا درب من الخيال!
خبر سار..بدات أخوض المحاولة مع ابني
اذن انتبهي لردود افعالك فهناك عينان تراقبك بدقة
اذا اصاب شجعيه بابتسامتك الحانية و عينيك البراقتين الواثقة و اذا اخطأ قوميه برفق..و تذكري ان رد الفعل السليم هو أساس التربية .
هل حقا ينتبه طفلي لافعالي ...حتى اي مدى؟
احكي لك قصة
أنا مجهزة طاولة لبنتيَّ و كرسيين لتجلسا عليهما وقت الاكل ،اما أنا فاجلس على الارض بجانبهما ..لاحظت أن بنتاي ترفضان الجلوس على كرسييهما و تريدان الجلوس على الارض (مثلي)فلما ادركت هذا بعدمعاناه فى محاولة اقناعهما الجلوس أحضرت كرسيا صغيرا و جلست عليه فجلستا على كرسييهما و انتهى الامر.
أقصد ان نعطي فرصة لانفسنا لنفكر لماذا يفعل ابني هكذا ،حاولي ان تحترمي ابنك ،ضعي نفسك مكانه و غالبا ما ستتوصلين للسبب و من ثم تصلين للحل.
اعلمي أن التقليد اداة قوي في يدك فاحسني استخدامه
  افعلي امامهم ما توديهم ان يفعلوه ..كوني قدوة حسنة
و نصيحة من والدة زوجى جميلة عن هذا تقول اذا كنتى تريدى طفلك يأكل أكل منها فكلى انتى ايضا منه و لا تضعى لنفسك اكل مختلف و يالها هذه النصيحة من تأثير 

أخيرا تذكرى أحيانا كثيره يكون قلق الام الزائد يكون السبب  او كلام الجدود يكون سبب لقلقك و يكون الطفل حقا لا يحتاج كل هذا الكم , الاطفال لديهم قدرة غريبة على معرفة ما اذا كانو جوعانين او لا فلا ترهقي طفلك بدون داعى اذا قال لكى لا اريد فهو حقا لا يريد و اذا شبع لا تضغطى عليه لكى يستمر فى الاكل و لا تخافى لا تخافى لا تخافى - تاكدى من طبيبك ان معدل نموه سليم كنت اذهب لطبيب الاطفال كان يضحك من الامهات الاتى يردن ان يملأو بطون أطفالهن من الاكل فراجعى طبيبك و تابعى الوزن الطبيعى للاطفال و حتى ان كان على حافة .
الوزن الطبيعى فلا تقلقى هو يأكل ما يحتاج جسمه ليس أكثر

أرجو ان أكون قد ألممت بالمشكلة و معذرة على تقصيري ،و ان لم اكن لم أتطرق لمشكلتك فأرجو أن ترسليها لي لعل الله أن يستخدمني في حلها .
انتفعت في كتابة المقال بالكتب التالية
Montessori from the start
Positive discipline
No bad kids

المقال تمت إعادة صياغته بالفصحى و تنقيحه من قبل صديقتى يسرا يوسف 

تعليقات

  1. اولا أشكرك على المجهود العظيم ده
    ثانيا لو تسى أنا عندى ابنى 21 شهر وعوزه ابدا معه تعليم منزلى هل من منهج مقسم ونشاطات محدده بجدول أقدر أستخدمها
    أرجوا الإفاده لانى حسه إنى تايهه وشكرا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنشطة تعلم الألوان الأحمر و الأزرق و الأصفر

وحدة الكائنات الحية و الغير حية ( الجماد ) Living and Non living

تلخيص كتاب مونتيسورى من البداية ( للاطفال حتى 3 سنوات)